تُعد اليمن
واحدةٌ من دول العالم التي غالبا ما تتضرر بشدة من كوارث الأرصاد الجوية. ويتأثر فيها السكان كل عام بمختلف مخاطر الظواهر
الجوية مثل الأعاصير المدارية، الأمطار الغزيرة، الانهيارات الأرضية، تدفق التربة
الطينية، الجفاف، العواصف الترابية، البروق، عواصف البرد، الصقيع، الرياح العاتية،
الضباب الكثيف درجات الحرارة المرتفعة، درجات الحرارة المنخفضة، أمراض البرد، ...
إلخ. لذلك، من الأهمية العملية تقديم تنبؤات وتحذيرات دقيقة في الوقت المناسب عن
الطقس، وتحسين قدرة المجتمع بأسره على منع الأحداث الكارثية للطقس لضمان أقصى حماية لأرواح الناس وممتلكاتهم
والتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي.
تقع
اليمن في جنوب غرب آسيا، وتواجه الساحل الشمالي لبحر العرب والمحيط الهندي، وفي الغرب منها البحر الأحمر. وتبلغ مساحتها
حوالي 550،000 كيلومتر مربع وشريط ساحلي يزيد طوله عن 2,200 كيلومتر. تتوزع اليمن
على خمس مناطق مناخية، تتميز بمناخ موسمي وموارد مناخية وفيرة. فاستكشاف طاقات
الرياح والشمس، والموارد الزراعية والبيئية، وموارد المياه في الغلاف الجوي له
إمكانات هائلة، والتي سيكون لها قيمة اقتصادية وبيئية هائلة عندما يتم تحويل هذه
الموارد إلى قدرات إنتاجية عملية.
أدى تغير
المناخ إلى نقص في الموارد المائية، وحالات جفاف واسعة النطاق، وارتفاع مستوى سطح
البحر، وانحسار الأنهار الجليدية، والتصحر، وتقلب إنتاج الغذاء، والأمراض
الوبائية، مما شكل تهديدات خطيرة للغذاء والطاقة وموارد المياه والبيئة الإيكولوجية
والصحة العامة. هذا يؤثر على بقاء البشرية وتطورها، ويعيق بشدة أمننا. إنها قضية
مشتركة تواجهها المجتمعات البشرية، وهي قضية دولية بارزة حالياً، وتهديداً واقعياً
للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في اليمن.
تندرج
خدمات الأرصاد الجوية في فئة الخدمات العامة الأساسية، والتي تستند إلى العلوم
والتقنيات ذات الصلة وموجهة إلى المجتمع بأسره. ولقد حقق
قطاع الأرصاد الجوية اليمنية (YMS) خلال السنوات الماضية إنجازات كبيرة. ففي
عام 2002م تم تأسيس نظاماً متكاملاً للأرصاد الجوية، مما أدى بشكل مطرد إلى تحسين
دقة التنبؤات الجوية بشكل ملحوظ.
وتطلعاً إلى المستقبل، فإن قطاع الأرصاد الجوية
سيعطي الأولوية القصوى دائماً لمزيد من تحسين وتطوير كافة أنشطته، والعمل باستمرار
على تحسين قدراته في مجال التنبؤات الجوية، والتحذيرات والإنذارات المبكرة للوقاية
من كوارث الطقس المتطرف والتخفيف من حدتها، والاستجابة لتغير المناخ، واستغلال
موارد المناخ، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والبناء الشامل
لمجتمع أفضل حالاً من خلال توفير خدمات أرصاد جوية عالية الجودة لكافة المستفيدين.